ألكسندر بيل ولد في ادنبرج، اسكتلندا في 3 مارس 1847.[5] كانت عائلته تقطن في منزل في 16 جنوب شارع شارلوت، إدنبرج، اسكتلندا، والآن يعد من الأماكن البارزة والمعالم الشهيرة حيث يوجد على بابه علامة تذكارية تدل على أن هذا المنزل هو مسقط رأس "ألكسندر جراهام بيل".كان لديه شقيقان: ميلفيل جيمس بيل (1845-1870) وادوارد تشارلز بيل (1848-1867). كلا اخوته ماتوا من مرض السل.[6] أما والده فهو البروفيسور "ألكسندر ميلفيل بيل" وأمه "اليزا جريس" (التي كانت تدعى قبل زواجها "سيموند")". على الرغم من أنه منذ ميلاده كان يدعى "ألكسندر بيل"، فإنه عندما بلغ العاشرة من عمره توسل إلى والده وطلب منه أن يكون له اسم أوسط مثل شقيقيه.[7] وفي عيد ميلاده الحادي عشر، رضخ والده وسمح له باتخاذ "جراهام" كاسم أوسط، وكان الاختيار نتيجة عن صميم حبهم وخالص إعجابهم بشخص كندي يدعى "ألكسندر جراهام" الذي كان يستضيفه والده وهو من أحد تلاميذه وأصبح صديقًا للعائلة.[8] ولكن ظل أقاربه وأصدقاءه المقربين يلقبونه باسم "أليك" الذي استمر والده يناديه به فيما بعد.[9]
[عدل] أول اختراععندما كان طفلاً صغيرًا، كان لدى "ألكسندر جراهام بيل" نزعة قوية لمعرفة واكتشاف كل شيء يحيط به في العالم الخارجي من حوله، الأمر الذي أدى إلى قيامه بتجميع عينات من النباتات لإجراء التجارب عليها وكان ذلك في مرحلة مبكرة من عمره.وكان "بين هيردمان" صديقه المقرب وهو أحد أبناء أسرة مجاورة لهم كانت لديها طاحونة لصنع الدقيق وكان هذا هو حال العديد من المشروعات في بدايتها في هذا الوقت.وسأل الصغير "أليك" عن كيفية العمل في الطاحونة وما الأمور التي ينبغي مراعاتها.فقيل له إن القمح يتم طحنه من خلال القيام بعملية شاقة تتطلب المزيد من الكد والجهد. وعندما بلغ "بيل" الثانية عشرة من عمره، ابتكر آلة صنعها بيده في البيت لتحريك الأعمدة الدوارة التي يوجد بها مجموعات من فرشاة الأظافر وبذلك فإنه ابتكر آلة بسيطة لطحن القمح والتي تم تشغيلها واستخدمت لفترة زمنية استمرت عدة سنوات.[10] وفي المقابل فقد منح "جون هيردمان" الفتيان فرصة لإدارة ورشة صغيرة يمكنهم من خلالها اختراع وابتكار كل ما هو جديد.[10]
ومنذ سنواته الأولى، أبدى "بيل" مدى تأثره بالطبيعة وموهبته في الفن والشعر والموسيقى والتي كانت والدته تسانده وتشجعه.وانه بدون أي تدريب رسمي تفوق في العزف على البيانو وأصبح بذلك عازف البيانو للأسرة.[11] على الرغم من أنه عادة يكون هادئاً واستبطاني، فانه نجح في التقليد و"الحيل الصوتية" أقرب إلى التكلم البطني، الذي كان باستمرار يسلي ضيوف الأسرة خلال زيارتهم في بعض الأحيان.[11] كما تأثر "بيل" للغاية بصمم والدته الذي أصابها بشكل تدريجي (حيث إنها بدأت بضعف في السمع عندما بلغ الثانية عشرة من عمره)، كما أنه تمكن من تعلم لغة الإشارة ولذلك فإنه كان يستطيع مجالستها والتحدث معها في صمت من خلال هذه الإشارات التي كانت تدوي في أرجاء البيت.[12] كما عمل "بيل" على تطوير تقنية بسيطة للتحدث بوضوح واستطاع توجيه طبقة الصوت مباشرةً إلى رأس أمه والتي من خلالها تتمكن من سماعه بشكل واضح نسبيًا.[13] فدفعه اهتمامه الكبير بإصابة والدته بالصمم - الأمر الذي أصبح شغله الشاغل - إلى دراسة علم الصوتيات.
لقد ارتبطت عائلته إلى حد كبير بتدريس أساليب التخاطب، حيث كان جده "ألكسندر بيل" في لندن وعمه في دبلن وأبيه في ادنبرج، وكانوا جميعًا متخصصين في تصحيح النطق وتعليم الكلام للصم والبكم.وقام والده بنشر مجموعة متنوعة من الأعمال في هذا الموضوع، ولا يزال العديد منها معروف، خصوصا معايير الخطابة (لعام 1860)، [11] التي ظهرت في ادنبرج في عام 1868. ولقد ظهرت معايير الخطابة من خلال مائة ثمانية وستون نسخة بريطانية وتجاوزت مبيعاتها ربع مليون نسخة في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها.وفي هذا البحث، يشرح والده الأساليب التي توضح كيفية تعليم الصم والبكم (كما كان يطلق عليهم) التلفظ بالكلمات بوضوح وقراءة الحركات التي تبدو على شفاه الآخرين حتى يتوصلوا إلى المعنى المراد.كما لم يقم والد أليك بتعليمه هو وإخوته كيفية كتابة الكلام المرئي فقط، بل إنه قام بتعليمهم كيفية تحديد أي رمز وتعريفه ومعرفة أي صوت يصاحبه.[14] وأصبح "جراهام بيل" (أليك كما كانوا يلقبونه) بارعًا جدًا لأنه أصبح جزءًا من الممارسات والتجارب العامة التي أسهم بها والده في هذا المجال، كما أنه أدهش الجميع عندما أبدى قدراته الخارقة في فك رموز باللغة اللاتينية أو اللغة الجيلية التي ينطق بها السلتيون الذين يسكنون مرتفعات اسكتلندا أو حتى اللغة الهندية القديمة.[14]
[عدل] التعليمعندما كان طفلاً صغيرًا، تعلم "جراهام بيل" مثل إخوته على يد والده حيث تلقى مراحل تعليمه الأولى بالبيت.وعلى الرغم من ذلك، فإنه في سن مبكرة التحق بالمدرسة الثانوية الملكية(The Royal High School) في مدينة إدنبرج باسكتلندا وتخرج منها وهو في الخامسة عشرة من عمره وهو بذلك أكمل أول المراحل الأربع فقط.[15] وكان سجله المدرسي حينذاك عادي إلا أنه كان يتميز بكثرة غيابه وتخلفه عن الحضور إلى مدرسته وعلاوة على ذلك فكانت الدرجات التي يحصل عليها عادية أيضًا ولا تلفت النظر إليه.اهتمامه الرئيسي لا يزال في مجال العلوم، وخاصة البيولوجيا، في حين انه تعامل مع المواد الدراسية الأخرى بلامبالاة، الأمر الذي أثار استياء والده الملح.[16] وعقب تخرجه من المدرسة، سافر "جراهام بيل" إلى مدينة لندن ليعيش بصحبة جده "ألكسندر بيل".خلال السنة التي قضاها مع جده، تولد حبه للتعلم مع امضاء ساعات طويلة في مناقشة جدية ودراسة. بيل الأكبر استغرق جهودا كبيرة لتعليم تلميذه الشاب التكلم بوضوح واقناع، والسمات التي سيكون تلميذه بحاجة إليها حتى يصبح هو نفسه معلم.[17] وعندما بلغ "بيل" السادسة عشرة من عمره، فإنه تمكن من الحصول على وظيفة كمعلم لفن التخاطب والموسيقى وذلك في وستون هاوس أكاديمي (Weston House Academy) بمدينة إلجين، موراي، اسكتلندا.على الرغم من أنه كان طالبًا مسجلاً في دراسة اللغتين اللاتينية واليونانية، فإنه كان يُعلِّم الدروس ويعطيها بنفسه في مقابل الإقامة والطعام وعشرة جنيه إسترليني عن كل حصة.[18] وفي السنة التالية إنه حضر في جامعة ادنبرج؛ وانضم لأخيه الأكبر ميلفيل الذي كان قد التحق هناك في السنة السابقة.
[عدل] تجاربه الأولى الخاصة بالصوتلقد شجعه والده على الاهتمام بدراسة الصوتيات وتعليم الكلام وفي عام 1863 اصطحبه والده مع إخوته لرؤية إنسان أوتوماتيكي فريد من نوعه الذي قد طوره السير "تشارلز ويتستون" والذي كان في الأصل اختراع للعالم "بارون ولفجانج فون كيمبلين".[19] فإن "الإنسان البدائي" كان يحاكي صوت البشر.وكان "بيل" (أليك) منبهرًا بهذه الآلة وبعد اقتنائه لنسخة من كتاب "فون كيمبلين" الذي تم نشره في ألمانيا وقام بترجمته، فقام هو وأخيه "ميلفيل" بتصميم رأس لإنسان آلي الخاص بهم.وقد أبدى والدهما اهتمامه الشديد بهذا المشروع وعرض عليهما استعداده لتحمل مصاريف أي مواد لازمة، وعهد إليهما على سبيل التشجيع بجائزة كبرى إذا حققا نجاحا في ذلك.[19] وحين كان أخوه يصمم الحلق والحنجرة، فإن "بيل"تولى مسئولية أداء مهمة أصعب من ذلك بكثير ألا وهي إعادة تصميم جمجمة حقيقية للروبوت.وأسفرت جهوده عن تصميم رأس تشبه بالرأس الحقيقة على نحو رائع حيث تستطيع التحدث وإن يكن بكلمات قليلة.[19] كما قاما بتعديل شفاه الإنسان الآلي بعناية وعندما كانت تلفظ الرئتان الهواء من خلال القصبة الهوائية ممكن تمييز نطقه لكلمة "ماما"؛ الأمر الذي أبهر الجيران وأسعدهم سعادة غامرة عندما جاءوا لرؤية اختراع "بيل".[20]
ونتيجة لانبهار "بيل" بالنتائج التي توصل إليها إثر تصميمه لهذا الإنسان الآلي، فإنه واصل عمله في إجراء التجارب على أحد الكائنات الحية وهو كلب الصيد الصغير "تروفي" الذي كانت تمتلكه العائلة.[21] بعد أن قام بتعليمه أن يتذمر باستمرار، فكان أليك يمد يده في فم الكلب ويستخدم شفاه الكلب والأحبال الصوتية لإنتاج أصوات بسيطة "آو آه آوو جا ما ما". ومع قليل من الإقناع، بدأ الزائرون إلى حد ما يتصورون أن هذا الكلب يمكنه أن يتلفظ بعبارة مثل "كيف حالك يا جدتي؟".وأكثر دلالة على طبيعته المرحة فإن اخترعاته أقنعت المشاهدين أنهم رؤوا كلب يتكلم. ولكن هذه التجارب الأولية التي أسفرت عن نتائج إيجابية خاصة بالصوت دفعت "بيل" للشروع في أول عمل جاد له بشأن نقل الصوت مستخدمًا الشوكة الرنانة لاكتشاف رنين الصوت.وكتب تقريرا عن عمله عندما كان عمره تسعة عشرة عاماً وأرسلها إلى عالم بفقه اللغة ألكسندر إليس، وهو زميل والده (الذي سيكون في وقت لاحق في شخصية البروفيسور هنري هيجنز في بجماليون).[22] ورد عليه على الفور إليس مشيراً إلى أن هذه التجارب كانت مماثلة لعمل قائم في ألمانيا حينذاك.وعندما انزعج "بيل" انزعاجًا شديدًا بعدما علم أن عمله الرائع الذي سيحدث ضجة من وجهة نظره يقوم به الآن بالفعل العالم الألماني "هيرمان فون هلمهولتس" الذي يقوم بتحويل الأصوات اللينة عن طريق تقنية جديدة مشابهة باستخدام الشوكة الرنانة "أداة غريبة الشكل، فهَمَّ بقراءة كتاب لهذا العالم الألماني وهو (حس النبرة).وكان يعمل من ترجمته السيئة للطبعة الألمانية الأصلية، وبالصدفة قام أليك باستنتاج سيكون دعامة لجميع عمله في المستقبل على نقل الصوت وأبلغ عنها: "من دون معرفة الكثير عن هذا الموضوع، وبدا لي أنه إذا أصوات حروف اللين يمكن أن يتم إنتاجها عن طريق الوسائل الكهربائية فيمكن للحروف الثابتة، وحتى يمكن الملفوظ بوضوح"، وأيضا في وقت لاحق أبدى ملاحظته: "اعتقدت أن هلموتز قد فعل ذلك.... وهذا الفشل يرجع فقط لجهلي بالكهرباء.كان خطأ فادحا قيماً.... لو كنت قادرا على قراءة اللغة الألمانية في تلك الأيام، ربما لم أكن قد بدأت تجاربي!" [23][24]
[عدل] مأساة عائلتهعندما انتقلت عائلة بيل إلى لندن في عام 1865، [25] عاد بل إلى بيت ويستون بوصفه مساعد السيد، وفي ساعاته الإضافية استمر في تجارب على الصوت باستخدام الحد الأدنى من المعدات المختبرية. كما ركز "بيل" على إجراء التجارب باستخدام الكهرباء من أجل نقل الصوت ثم بعد ذلك كان يقوم بتركيب سلك التلغراف من حجرته في كلية سومرست (Somerset College) إلى حجرة أحد أصدقائه.[26] خلال فصلي الخريف والشتاء من عام 1867، تعثرت صحته بصورة رئيسية عن طريق الاجهاد. وكان شقيقه الأصغر إدوارد "تيد" طريح الفراش حيث كان يعاني من إصابته بمرض السل.على الرغم من أن "بيل" قد استعاد صحته (من هذا الحين يشير إلى نفسه باسم ألكسندر جراهام بيل "A.G. Bell") وعمل في السنة التالية كمعلم بكلية سومرست في مدينة باث، بمقاطعة سومرست، إنجلترا، فإن حالة أخيه الصحية كانت في تدهور تام.ولم يُشفَ "إدوارد" من مرضه أبداً.عند وفاة أخيه، عاد بل إلى الوطن في عام 1867. أخوه الأكبر ميلي قد تزوج وانتقل من المنزل. ومع أن "بيل" كان يطمح في الحصول على درجة علمية من جامعة لندن، فإنه كان ينظر لسنواته التالية على اعتبار أنها تعد بمثابة سنوات تحضيرية لخوض الامتحانات التي تسبق الحصول على الدرجة العلمية ولذا كرس وقت فراغه لقضائه في منزل العائلة من أجل البحث والدراسة.
كما أن مساعدته لوالده في الأبحاث والدراسات والمحاضرات الخاصة بالكلام المرئي قد دفعته للالتحاق للتدريس بالمدرسة الخاصة لـ "سوزانا إي هال" للصم والتي توجد في جنوب منطقة كنسينجتون، غرب لندن.وكان أول اثنين من الطلاب الدارسين لديه هما فتاتان من الصم والبكم واللتان حققتا تقدماً ملحوظاً في تعلم النطق تحت إشرافه ورعايته.على الرغم من أنه كان يبدو أن أخاه الأكبر قد حقق نجاحًا في العديد من المجالات، منها فتح مدرسته الجديدة الخاصة بعلوم التخاطب وتعليم النطق وقدم طلباً للحصول على براءة اختراع لأحد الابتكارات علاوة على أنه قد كَوَّن أسرة، فإن "بيل" استمر كمدرساً.لكن في مايو 1870، توفي ميلفيل من المضاعفات الناجمة عن مرض السل، مما تسبب في أزمة للأسرة. كما أن والده كان يعاني من قبل من مرض تسبب له في معاناته من وهن وضعف عام في صحته ولكنه تماثل للشفاء واستعاد صحته عقب فترة النقاهة التي قضاها في نيوفاوندلاند بشرق كندا.شرعت عائلة بل في خطوة مقررة للانتقال منذ فترة طويلة عندما أدركوا أن ابنهما المتبقي هو أيضاً مريض. وتصرف بحسم ألكسندر ملفيل بيل وطلب من بيل الترتيب لبيع جميع ممتلكات الأسرة، [27] وينهي كل من شؤون شقيقه (بيل تولى تلميذه الأخير لعلاج تلعثم واضح)، [28]، وانضم لوالده ووالدته في التجهيز لل"عالم الجديد".[29] قرر "بيل" على مضض أيضًا الانفصال عن "ماري إكليستون" وإنهاء علاقته بها ظنًا منه أنها لم تكن على استعداد لترك إنجلترا للسفر معه إلى خارج البلاد.[29]
[عدل] كنداوفي عام 1870 عندما كان بيل عمره ثلاثة وعشرون، فهو وأرملة أخيه كارولين (مارجريت أوتاواي)، [30]، ووالديه سافروا على النسطورية اس اس لكندا.[31] وبعد وصولهم إلى مدينة كويبك الكندية، استقل "بيل" وعائلته أحد القطارات المتجهة إلى مدينة مونتريال ثم الانتقال منها فيما بعد إلى باريس، وفي مقاطعة أونتاريو قرروا البقاء مع القس توماس هندرسون وهو أحد أصدقاء العائلة.وبعد بقائهم لفترة قصيرة مع "هندرسون"، قامت عائلة "بيل" بشراء مزرعة تبلغ مساحتها عشرة فدادين ونصف بمرتفعات توتيلو (Tutelo Heights) (والتي يُطلق عليها الآن مرتفعات توتيلا Tutela Heights) والتي تقع بالقرب من مدينة برانتفورد (Brantford) بمقاطعة أونتاريو.وتتألف الخاصية من البساتين ومنزل مزرعة كبير، إسطبل، وزريبة خنازير، ومنزل للدجاج، ومنزل متنقل والتي يحدها النهر الكبير.[32]
ففي المزرعة، قام "بيل" بتأسيس معمله الخاص به في المنزل المتنقل [33] وكانت تقرب من ما كان يسميه "مكان أحلامه" وهو مكان كبير تحيط به الأشجار ويقع في نهاية المزرعة ويطل على النهر.[34] على الرغم من ضعف حالة "بيل" الصحية عند وصوله إلى كندا، فإنه وجد المناخ جيد والمكان المناسب مما ساعده على تحسن حالته الصحية بسرعة.[35] واصل اهتمامه في دراسة الصوت البشري، وعندما اكتشف ذخيرة الأمم الستة عبر النهر في أونونداجا، وتعلم لغة الموهوك وترجم مفرداتها الغير مكتوبة إلى رموز الخطاب المرئي. ومن أجل عمله فقد تم منح "بيل" لقب رئيس شرف (Honorary Chief) علاوة على مشاركته في احتفال قام فيه بارتداء قبعة الموهوك ورقص الرقصات التقليدية.[36]
وبعد أن قام "بيل" بإنشاء معمله، بدأ في مواصلة إجراء تجاربه التي تستند إلى عمل "هلمهولتس" المتعلق بالكهرباء والصوت.[33] إنه صمم بيانو يمكن من خلال الكهرباء أن ينقل الموسيقى التي تصدر منه لمسافة بعيدة.عندما استقرت العائلة في الحياة الجديدية كلا من بيل ووالده وضعوا خطط لممارسة مهنة التدريس في عام 1871، ورافق والده إلى مونتريال حيث تم منح ميلفيل منصب لتعليم نظامه الخاص بالكلام المرئى.
[عدل] عمله مع الصموفي وقت لاحق تلقى والده دعوة من سارة فولر رئيسة مدرسة بوسطن للصم البكم (التي لا تزال اليوم كـمدرسة هوراس مان للصم) العامة، [37] في بوسطن، ماساتشوستس، الولايات المتحدة، ليعرض نظام الكلام المرئى من خلال توفير التدريب للمعلمين الذين يعملون مع فولر، لكنه رفض هذا المنصب لصالح ابنه. سفره إلى بوسطن في أبريل 1871، قدم بيل نجاحه في مجال تدريب المعلمين في المدرسة.[38] وبالتالي طلب منه تكرار البرنامج في اللجوء الأمريكية للصم والبكم في هارتفورد، كونيتيكت ومدرسة كلارك للصم في نورثهامبتون، ماساشوستس.
وبعد عودته إلى برانتفورد بعد قضاء ستة أشهر في الخارج، استمر "بيل" في إجراء تجاربه على "التلغراف الموسيقي".[39] الفكرة الأساسية وراء جهازه هو أن الرسائل يمكن إرسالها عبر سلك واحد، إذا كل رسالة تنقل باهتزاز مختلف، ولكن العمل على حد سواء في الارسال والاستقبال حسب الحاجة.[40] وكان غير متأكد من مستقبله ولأول مرة فكر في العودة إلى لندن لاستكمال دراسته، لكنه قرر العودة إلى بوسطن كمدرس.[41] وساعده والده في إعداد ممارسة حياته الخاصة عن طريق الاتصال بجاردينر جرين هوبارد، رئيس مدرسة كلارك للصم للحصول على توصية. وكان يقوم بتدريس نظام والده، وفي أكتوبر 1872 افتتح ألكسندر بيل "مدرسة فسيولوجيا صوتية وميكانيكة الكلام" في بوسطن، والذي استقطب عددا كبيرا من التلاميذ الصم وتكون الصف الأول من ثلاثين طالب.[42][43] كان يعمل كمدرس خصوصي، وكانت واحدة من أشهر تلاميذه "هيلين كيلر" التي التحقت لديه بالمدرسة في سن صغيرة وكانت لا تستطيع الرؤية أو السمع أو الكلام.كانت في وقت لاحق قد قالت أن بيل كرس حياته ليتغلغل في هذا "الصمت القاسي الذي يفصل ويعزل".[44]
العديد من الأشخاص من ذوي النفوذ في ذلك الوقت بما فيهم بيل، كان لهم رأي أنه يجب القضاء على الصمم، وكانوا أيضاً يعتقدوا أنه بالموارد والجهود يمكن تعليم الكلام للصم وتجنب استخدام لغة الإشارة، وبالتالي تمكينهم من الاندماج في إطار أوسع في المجتمع الذي يتم استبعاد العديد منهم في كثير من الأحيان.[45] ولكن في عدة مدارس الأطفال تعرضوا لمعاملة سيئة، على سبيل المثال كانت تقيد أيديهم خلف ظهورهم حتى لا يمكنهم التواصل من خلال الإشارة اللغة الوحيدة التي يعرفوها، وبالتالي أجبروا على محاولة الاتصال القائم عن طريق الفم.
[عدل] الاستمرار في إجراء التجاربوفي العام التالي، أصبح "بيل" أستاذاً لفسيولوجية الصوت وأساليب تعليم الكلام للصم والبكم بكلية التخاطب بجامعة بوسطن.خلال هذه الفترة كان يتناوب بين بوسطن وبرانتفورد، وكان يقضي الصيف في منزله الكندي. وفي جامعة بوسطن، كان يدفعه ويشجعه حماس العديد من العلماء والمخترعين الذين يقطنون هذه المدينة.وواصل بحوثه في الصوت، وسعى جاهدًا لإيجاد طريقة لنقل النغمات الموسيقية والتلفظ بالكلمات، ولكن على الرغم من أن إجراء هذه التجارب كان يستحوذ على كل تفكيره، فإنه وجد أنه من الصعب تخصيص وقت كافٍ لإجراء هذه التجارب.على الرغم من أن "بيل" كان مشغولاً طوال الوقت بالتدريس والدورات التدريبية الخاصة، فإنه بدأ السهر إلى وقت متأخر بالليل لكي يتمكن من إجراء تجربة تلو الأخرى بالأدوات المستأجرة في سكن للنزلاء بالأجرة.ومع أنه كان يستمتع من خلال مواصلته العمل على مدار ساعات الليل بنشاط دائم واعتياده على السهر، فإنه كان قلقاً للغاية من أن أحد يقوم باكتشاف عمله وكان يحرص على حفظ دفتر ملاحظاته بحرص وكذلك إخفاء أدوات معمله.وكان لدى "بيل" طاولة صنعت خصيصاً له لكي يتمكن من وضع مدونة ملاحظاته وأدواته الخاصة فيها ويقفل عليهم بإحكام.[46] ولكن صحته تدهورت بسبب معاناته من آلام الصداع الشديد.[40] وبعودته إلى بوسطن في خريف عام 1873 اتخذ بيل قرارا مصيريا للتركيز على تجاربه في الصوت.
حديث "بيل" من خلال النموذج الأول للتليفونوقرر "بيل" التخلي عن عمله الخاص المربح في بوسطن ولكنه لم يزل معه سوى اثنين من الطلبة وهما "جورجي ساندرز" الذي يبلغ من العمر ستة أعوام ويعاني من الصمم منذ ميلاده، و"مابيل هوبارد" البالغة من العمر خمسة عشر عاماً.ذلك، لأن كل واحد منهما كان عليه أن يلعب دوراً مهماً في التطورات التالية.توماس ساندرز هو والد جورج وهو رجل أعمال ثري، وعرض على بيل مكان للإقامة في سالم القريبة مع جدة جورجي، مع غرفة ليتمكن من استكمال "التجارب". وعلى الرغم من أن العرض قدمته والدة "جورجي" وجاء ذلك عقب الترتيبات التي استمرت لمدة عام تقريباً في 1872 حيث كان قد انتقل ابنها ومربيته إلى منطقة بالقرب من منزل "بيل" في سكن النزلاء بالأجرة، فإنه كان من الواضح أن السيد "ساندرز" كان يرحب بهذا الاقتراح.الترتيب كان لجعل المعلم والطالب على مواصلة العمل سويا مع غرفة حرة ويقدم الطعام.[47] بينما كانت "مابيل" فتاة جميلة وجذابة وكانت تلميذته لمدة عشرة أعوام ولكنها أصبحت الشخصية التي استحوذت على اهتمام "بيل" وعاطفته.وبفقدها حاسة السمع إثر تعرضها للحمى القرمزية وهي في الخامسة من عمرها، تعلمت كيفية قراءة لغة وحركات الشفاه، ولكن والدها "جاردنر جرين هوبارد" واهب "بيل" وصديقه الشخصي، أراد لها أن تعمل مباشرةً مع معلمها.[48]
[عدل] التليفونInvention of the telephoneوبحلول عام 1874، كان قد دخل عمل "بيل" على التلغراف الموسيقي في بدايته مرحلة التشكيل ومع ظهور أول بوادر التقدم أدت إلى تحقيقه نجاحاً كبيراً من خلال عمله في معمله الجديد في بوسطن (المكان المستأجر) وكذلك في منزل أسرته في كندا.[49] وعلى الرغم من أن "بيل" كان يعمل في هذا الصيف بمدينة برانتفورد، فإنه أجرى تجاربه على الفونوتوغراف وهو جهاز يشبه القلم يستطيع رسم أشكال الموجات الصوتية التي تبدو على الزجاج المدخن عن طريق تتبع الاهتزازات لتسجيل الصوت.ورأى "بيل" أنه ربما يكون من الممكن توليد تيارات كهربائية موجية مترددة تتوافق مع الموجات الصوتية.[50] كما كان يعتقد بيل بأن القصبة المعدنية المتعددة التي تم ضبطها لترددات مختلفة مثل قيثارة سيكون قادرا على تحويل التيارات المتموجة إلى صوت مرة أخرى. ولكن لم يكن لديه نموذج العمل لإثبات جدوى هذه الأفكار.[51]
اتسعت حركة الرسائل التلغرافية بشكل سريع في عام 1874، وكما ورد على لسان رئيس شركة ويسترن يونيون (Western Union) "ويليام أورتون"، أن ذلك أصبح يعد بمثابة "الجهاز العصبي للتجارة".كما عقد "أورتون" اتفاقاً مع المخترعين "توماس إديسون" و"إليشا جراي" لإيجاد طريقة تسهل إرسال الرسائل التلغرافية المتعددة عبر كل خط من خطوط التلغراف بهدف تجنب التكلفة الكبيرة التي يتم إنفاقها على إنشاء خطوط جديدة.[52] وعندما أشار "بيل" إلى "جاردنر هوبارد" و"توماس ساندرز" بأنه يعمل على طريقة لإرسال نغمات الصوت المتعددة عبر سلك التلغراف مستخدمًا أداة متعددة القصبات، بدأ هذان الرجلان الثريان بتولي مسئولية رعاية مشروع هذا الاختراع في تقديم الدعم المالي للتجارب التي يجريها "بيل".[53] أما الأمور التي تتعلق ببراءة الاختراع، فكان يتعهد بها محامي "هوبارد"، ويدعى "أنتوني بولوك"، المحامي المختص ببراءات الاختراع.[54]
وفي مارس عام 1875 قام "بيل" و"بولوك" بزيارة عالم الفيزياء البارز "جوزيف هنري" الذي كان في ذلك الوقت مدير مؤسسة سميثسونيان، وطلبا منه إسداء النصيحة حول الجهاز الكهربائي متعدد القصبات الذي كان يأمل "بيل" في أنه قد ينقل صوت البشر عبر التلغراف.وأجاب هنري بأن بيل كان "الجرثومة من اختراع عظيم". وعندما قال "بيل" إنه ليس لديه المعلومات الكافية ولا المعرفة التي تمكنه من مواصلة تجاربه، رد عليه "هنري" قائلاً: "حاول الحصول عليها".هذا التصريح كان تشجيعا كبيرا لبيل للاستمرار في المحاولة، على الرغم من أنه لم يكن لديه المعدات اللازمة لمواصلة تجاربه، ولا القدرة على خلق نموذج للعمل لأفكاره. ومع ذلك فإن الفرصة التي سنحت بمقابلة بين "بيل" و"توماس إيه واطسون" قد غيرت كل ذلك، فهو مصمم كهربائي من ذوي الخبرة وعالم في الميكانيكا في مصنع الآلات الكهربائية لـ "تشارلز ويليامز".
ومن خلال الدعم المالي الذي قدمه كلا من "ساندرز" و"هوبارد"، استطاع "بيل" تعيين "توماس واطسون" كمساعد له، وبدأ الاثنان في إجراء التجارب حول إمكانية إرسال الرسائل عبر التلغراف الصوتي.وفي يوم 2 يونيو عام 1875، استطاع "واطسون" بطريق الصدفة أن يمسك بإحدى القصبات واستطاع "بيل" من نهاية طرف السلك المستقبل سماع النغمات التوافقية للقصبة وهذه النغمات قد تعد ضرورية لنقل الكلام.وقد استنتج "بيل" من خلال ذلك أن قصبة واحدة أو عضو إنتاج واحد يعد ضرورياً وليس العديد من القصبات.وهذا أدى إلى "المشنقة" صوت الهاتف بالطاقة، والتي كانت قادرة على نقل صوت يشبه الأصوات الغير واضحة، ولكن ليس الكلام الواضح.
[عدل] الإسراع إلى مكتب تسجيل براءات الاختراع