السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
أضع بين أيديكم قصة أول سيارة ترى النور في العالم ...
فقد سجل هذا الاختراع الخطير في يناير سنة 1886, والسيارة هي بلا منازع أبرز ظاهرة يتميز بها القرن العشرون عن كافة القرون التي سبقته....
بدأت القصة في بلدة كارلز وهن في ألمانيا الغربيبة,... فقد ولد في تلك البلدة وفي سنة 1844 بالتحديد ,مخترع السيارة كارل بنز.
حيث كان مهندسا ميكانيكيا, شد اهتمامه في الستينيات من القرن الماضي محرك يعمل بالاحتراق الداخلي...وكان ذالك المحرك ينتج في باريس واخترعه المهندس البلجيكي اتيين لانور...
فقام المهندس الالماني كارل بنز باحتضان فكرة صنع عربات بمحركات تعمل بالختراق الداخلي... بدلا من جرها بالخيول,واحتضن المحرك البلجيكي/الفرنسي وكرس نفسه لتطويره وتحسينه, وأنفق في سبيل ذالك كل أمواله ...غير أن جهوده تكللت بنوع من النجاح كفل له اجتذاب المالالازم ,لانشاء مصنع له في مدينة منهايم لتحقيق مراده بحيث يستطيع تيسير عربة خيول بدون استخدام الخيول .
وجاءت سنة 1885 م , واذا بذالك المصنع يصنع تلك العربة, ونجح الاختراع ...الا أن تسجيله رسميا تأخر حتى 26 يناير 1886 م .
على أن عربة بنز تلك كانت متواضعة ...فقد قامت على ثلاثة دواليب,ليست على أربعة ... وكانت تعتمد البترول وقودا ولكن قوته كانت محددة ,ولم تزد السرعة التي أتاها للعربة على 8 أميال ..فقد كانت ضعيفة وذات عيوب بينة ...ويبدو أن كارل بنز لم ير في عربته أكثر من عربة خيول تسير بمحرك تلقائي,وقد أخفى محركها تحت مقعد السائق....بيد أن التاريخ رأى في تلك العربة أول سيارة عملية عرفها التاريخ.....
وشاءت الاقدار ألاّ يكون كارل بنز وحيدا فيما تطلع اليه من طموحات, فقد اتفق أن كان مهندس ميكانيكي آخر يقوم بمثل تجاربه ...في نفس وقته, وفي نفس منطقته في ألمانيا الغربية ..انه المهندس ديملر.
حيث ولد جوتليب ديملر في بلدة شورندورف الغربية من مدينة شتوتجارت... لابوين ميسورين الحال
بحيث فاق نصيبه من التعليم النضري والتدريب العملي نصيب نضيره كارل بنز...
وركز ديملر على محرك الاحتراق الداخلي, وانضم الى المخترع المعروف آنذاك نيكولاوس أوتو مساعدا وشريكا في مصنع أنشأه في كولن سنة 1882م من أجل اختراع وضع المحركات التلقائية...
ونجح أوتو في صنع المحرك الرائد الذي يعمل بالاحتراق الداخلي , ويعتمد الغاز لا البترول وقودا ...
على غرار المحرك البلجيكي السالف الذكر........ وما لبث ديملر أن أحرز نجاحا كبيرا في تطوير المحرك الذي صنعه أوتو ,فجاء محركه أكثر كفاءة وأخف وزنا...
وراح ديملر يقوم بالتجارب التطبيقية على محركه , ثم أقدم ديملر على صنع سيارة لذالك المحرك لتليق به ويليق بها . وكان ذالك في سنة 1886م وهي نفس السنة التي سجل كارل بنز اختراعه في مطلعها ....
بيد أن سيارة ديملر لم تكن عربة خيول .... بل كانت سيارة بالمعنى الدقيق ,تسير على أربعة دواليب ,وبسرعة بلغت 11 ميلا في الساعة, ثم تضاعفت حتى أصبحت 18 ميلا في الساعة ..
وكانت أجهزتها قوية ... اذا لا غرابة أن أقدم الكثيرون على شراء الترخيص لصنع محرك ديملر ... سواء في ألمانيا أو بريطانيا أو فرنسا .. وكان من بينهم كارل بنز نفسه...
حكاية سيارة مرسيدس ولماذا سميت بهذا الاسم
وتكملة للحديث السابق ,أسس ديملر شركته الخاصة بصنع السيارات سنة 1890م, وباشرت هذه الشركة صنع السيارات باسم مرسيدس , اعتبارا من سنة 1901م , وقد أطلقوا عليها هذا الاسم تكريما للآنسة مرسيدس جلينك , ابنة شريك ديملر ومموله النمساوي اميل جلينك
ومن الطريف ما يذكر أن المهندسين ديمللر وبنز لم يجتمعا أبدا ... هذا على الرغم من أن شركتيهما
اندمجتا سنة 1911م في شركة واحدة , هي شركة مرسيدس بنز الحالية.
بقى أن نذكر أن الالمان وان كانو ذوى فضل لا ينكر في اختراع السيارة ,فقد احتاجو الى جهود الفرنسيين لتحسين شكل السيارة .... والى الامريكان أيضا... وهنري فورد بالتحديد, لجعل السيارة في متناول الجميع, وقد كانت وقفا على المغامرين وهواة الرياضةوالسباق ...
أما الانجليز فكانو خارج الحلبة ... بل أن حكومتهم سنت قانونا غريبا يعرف باسم قانون الراية الحمراء, وعمل على عرقلة المساعي لاختراع السيارات وصنعها.... فقد حظر ذالك القانون على العربات السير بسرعة تجاوز 4 أميال في الساعة ...وألزمها بتوضيف رجل يسير أمامها ويحمل راية حمراء , لينذر الناس في الحقول والشوارع بأن العربة الخطيرة ذات المحرك الخطير توشك على الوصول ...ولسان حاله يقول ... لقد أعذر من أنذر.