ﺇﻥ ﻤﻼﺤﻅﺎﺘﻨﺎ ﻋﻥ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ، ﻻ ﺘﺼﺒﺢ ﻤﻼﺤﻅﺎﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ، ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﻗﺘﺭﻨـﺕ
ﺒﺴﺅﺍل ﻋﻠﻤﻲ ، ﻓﻌﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﻟﻨﺄﺨﺫ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﺅﺍل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﻬﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﻁﺭﺤﻬـﺎ
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻭ ﻫﻭ : ﻫل ﺘﺸﺘﺭﻙ ﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺤﺩﺓ ﺘﺭﻜﻴﺏ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ؟
ﻴﻅﻬﺭ ﻟﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻫﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻥ ﺠﻭﺍﺏ ﺍﻟﺴﺅﺍل ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻟﻪ ﻗﻴﻤﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ، ﻭ ﻟﻜﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗـﺕ
ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﺘﺒﻴﻥ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻭﺍﺏ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﺅﺍل ﻟﻪ ﻗﻴﻤﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻭ ﺍﻟﻁﺏ ، ﻓﺎﻹﻨﺴـﺎﻥ
ﻴﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻟﻤﺠﺭﺩ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﺃﻜﺎﻨﺕ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻗﻴﻤﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺤﺎﻀـﺭ ﺃﻡ
ﻻ ، ﻓﻘﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻗﻴﻤﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل .
ﻨﺤﻥ ﻨﻌﻠﻡ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ ﻫﻲ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ ، ﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺩﻴﺭ
ﺒﺎﻟﺫﻜﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻟﻡ ﻴﺘﻭﺼﻠﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺇﻻ ﺒﻌﺩ ﺃﺒﺤـﺎﺙ ﻭ ﺘﺠـﺎﺭﺏ ﺍﺴـﺘﻐﺭﻗﺕ ﻋﺸـﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺴﻨﻴﻥ، ﻭ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺭ ، ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﻜﻨﺘﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺭﻯ ﺃﺸﻴﺎﺀ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﻻ ﻴﻤﻜـﻥ
ﺭﺅﻴﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﻌﻴﻥ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩﺓ .
ﻓﻠﻭ ﻨﻅﺭﺕ ﺒﺎﻟﻌﻴﻥ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻭ ﺸﺠﺭﺓ ﺒﺭﺘﻘﺎل ، ﻟﻤﺎ ﻭﺠﺩﺕ ﺃﻱ ﺘﺸﺎﺒﻪ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ
، ﻟﻜﻥ ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﺠﻬﺭ ﺘﺩﺭﻙ ﺃﻥ ﻜﻼ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻴﺘﺭﻜﺏ ﻤﻥ ﺨﻼﻴﺎ ﺘﺘﺸﺎﺒﻪ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ .
ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﺎﻟﻤﺠﺎﻫﺭ :-
ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺒﻥ ﺍﻟﻬﻴﺜﻡ ﺃﻭل ﻤﻥ ﺍﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﻤﺠﻬﺭ ﺍﻟﺒﺴﻴﻁ ﺃﻱ ﺃﻨﻪ ﻴﺤﺘﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﺴﺔ
ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻓﻘﻁ ﻓﻲ ﻓﺤﺹ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ
ﺜﻡ ﺠﺎﺀ ﺒﻌﺩﻩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﻴﻁﺎﻟﻲ ﺠﺎﻟﻴﻠﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺼﻨﻊ ﻤﺠﻬﺭﺍ ﺒﺴﻴﻁﺎ ﻭ ﺍﺴـﺘﻌﻤﻠﻪ ﻟﻔﺤـﺹ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨـﺎﺕ
ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ . ﺜﻡ ﺠﺎﺀ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻋﺩﻴﺩﻭﻥ ﻭ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻟﻭﻓﻴﻨﻬﻭﻙ ﺍﻟﻬﻭﻟﻨﺩﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻜﺘﺸﻑ ﺍﻟﺤﻴـﺎﺓ ﺍﻟﻤﺠﻬﺭﻴـﺔ
ﻋﺎﻡ 1675 ﻡ ، ﻭ ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻜﺘﺸﺎﻓﻪ ﻫﺫﺍ ﺠﺩﻴﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺱ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ﺤﻴﺙ ﺃﻨﻪ ﺼﻨﻊ ﻤﺠﻬﺭﺍ ﺒﺴﻴﻁﺎ
ﻭ ﺫﻟﻙ ﺒﺄﻥ ﺭﻜﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺩﺴﺔ ﻤﺼﻘﻭﻟﺔ
ﻭ ﺃﺨﺫ ﻴﻔﺤﺹ ﺒﻭﺍﺴﻁﺘﻪ ﺃﺸـﻴﺎﺀ
ﻋﺩﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﺤﻭﻟﻪ .
ﻭ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻴﻔﺤﺼﻭﻥ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﻤﺠﺎﻫﺭﻫﻡ ﺍﻟﺘﺭﺍﻜﻴـﺏ ﺍﻟﺩﻗﻴﻘـﺔ ﻟﻠﻨﺒﺎﺘـﺎﺕ ﻭ
ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﻯ ﺒﺎﻟﻌﻴﻥ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩﺓ ، ﻜﺎﻥ ﻟﻭﻓﻴﻨﻬﻭﻙ ﻴﻔﺤﺹ ﻗﻁﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺭﻙ ﻭ ﺍﻟﻤﻁﺭ ﻭ
ﺍﻵﺒﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﺜﻠﺞ ﺍﻟﺫﺍﺌﺏ ، ﻭ ﺒﺤﻠﻭل ﻋﺎﻡ 1675 ﻡ ﻻﺤﻅ ﻟﻴﻔﻨﻬﻭﻙ ﻓﻲ ﻤﺜل ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻤﻴـﺎﻩ ﻭ
ﺒﻭﻀﻭﺡ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﺍﻟﺩﻗﻴﻘﺔ ، ﻭﻗﺩ ﻗﺎﻡ ﺒﺘﺴﺠﻴل ﻤﻼﺤﻅﺎﺘﻪ ﻓﻲ ﺭﺴﺎﺌل ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴـﺔ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴـﺔ
ﻟﺘﺤﺴﻴﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﺔ ﺒﻠﻨﺩﻥ ، ﻭ ﻤﻨﺫ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺒﺩﺃ ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﺍﻟﺩﻗﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌـﻴﺵ
ﺤﻭل ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭ ﻫﻭ ﻻ ﻴﺩﺭﻱ .
ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻋﺸﺭ ، ﺼﻨﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻱ ﺭﻭﺒﺭﺕ ﻫﻭﻙ ﻤﺠﻬﺭﺍ ﻤﺭﻜﺒﺎ ﺃﻱ ﻴﺤﺘـﻭﻱ ﻋﻠـﻰ
ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻋﺩﺴﺔ
ﻭ ﻗﺎﻡ ﺒﻔﺤﺹ ﺃﺸﻴﺎﺀ ﻋﺩﻴـﺩﺓ ﺒﻬـﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﻬـﺭ ﻤﺜـل
ﺍﻟﺠﻤﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﺎﺕ ، ﻭ ﺍﻟﻨﺒﺎﺘﺎﺕ ، ﻭ ﻗﺩ ﻨﺸﺭ ﻤﻼﺤﻅﺎﺘﻪ ﻓـﻲ ﻜﺘـﺎﺏ ﺒﻌﻨـﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻴﻜﺭﻭﻏﺭﺍﻓﻴـﺎ
ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻟﺘﺤﺴﻴﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﺔ ﺒﻠﻨﺩﻥ . ﻭﻤﻥ ﺍﻷﺸـﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘـﻲ ﻓﺤﺼـﻬﺎ ﻫـﻭﻙ
ﺒﻤﺠﻬﺭﻩ ﺍﻟﻔﻠﻴﻥ
ﻭ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﻌﻤل ﻫﻭﻙ ﻜﻠﻤﺔ ﺨﻼﻴـﺎ ( Cells ) ﻟﻴﺼـﻑ
ﺍﻟﺜﻘﻭﺏ ﺍﻟﺩﻗﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺁﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﻴﻥ ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻥ ﻫﻭﻙ ﻴﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺠﺩﺭﺍﻥ ﺍﻟﺨﻼﻴﺎ ﻓﻲ ﻨﺴﻴﺞ ﻤﻴﺕ ، ﻓﻬﻭ
ﺒﺎﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻟﻡ ﻴﺭ ﺍﻟﺨﻼﻴﺎ ﻜﻤﺎ ﻨﻌﺭﻓﻬﺎ ﺍﻟﻴﻭﻡ ، ﻭ ﻴﻌﺩ ﻋﻤل ﻫﻭﻙ ﻋﻤﻼ ﻤﻬﻤﺎ ، ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻼﺤﻅﺎﺘﻪ ﺒﺩﺍﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ، ﻭ ﻤﻊ ﺃﻥ ﻫﻭﻙ ﻟﻡ ﻴﺘﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ ﺇﻻ ﺃﻨـﻪ ﺤﺼـل ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤـﺎﺕ
ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ .
ﻭﻤﻊ ﻤﺭﻭﺭ ﺍﻟﺴﻨﻴﻥ ﻭ ﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺘﻡ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠـﺎﻫﺭ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ
ﺨﺩﻤﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎل ، ﻭ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻴﻜﺭﻭﺴـﻜﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﻬـﺭ ﺍﻟﺘﺸـﺭﻴﺤﻲ
ﻭ ﻜـﺫﻟﻙ ﻤﻴﻜﺭﻭﺴـﻜﻭﺏ ﺍﻟﺘﺒـﺎﻴﻥ Phase Contrast
Microscope
ﻭ ﻤﻴﻜﺭﻭﺴـﻜﻭﺏ ﺍﻷﺸـﻌﺔ ﺍﻟﺴـﻴﻨﻴﺔ ﺍﻻﻨﺤﺭﺍﻓﻴـﺔ X- ray
Diffraction Microscope ، ﻭ ﻤﻴﻜﺭﻭﺴـﻜﻭﺏ ﺍﻷﺸـﻌﺔ ﻓـﻭﻕ ﺍﻟﺒﻨﻔﺴـﺠﻴﺔ Ultraviolet
Fluorescent Microscope
، ﻭ ﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻟﻬﺎ ﻓﻭﺍﺌﺩ ﺠﻤـﺔ ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎل
ﻓﺤﺹ ﺍﻟﺨﻼﻴﺎ ﻭ ﺩﺭﺍﺴﺘﻬﺎ .
ﻭ ﻟﻌل ﺃﻫﻡ ﺍﺨﺘﺭﺍﻉ ﻅﻬﺭ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ ﻭ ﺃﺤﺩﺙ ﺜﻭﺭﺓ ﻜﺒﺭﻯ ﻓـﻲ ﻋﻠـﻡ ﺍﻟﺨﻠﻴـﺔ ﻫـﻭ
ﺍﻟﻤﺠﻬﺭ ﺍﻹﻟﻜﺘﺭﻭﻨﻲ Electron Microscope ﺸﻜل ﺭﻗﻡ ( 8 ) ﻓﻘﺩ ﺃﻤﻜﻥ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﻬـﺎﺯ
ﺘﻭﻀﻴﺢ ﺘﺭﺍﻜﻴﺏ ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ﻤﻥ ﻗﺒل ، ﻭ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺘﻔﺎﺼﻴل ﺃﺩﻕ ﻟﻠﺘﺭﺍﻜﻴﺏ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻓـﺔ
ﻤﻥ ﻗﺒل .
ﺸﻜل ﺭﻗﻡ ( 5 ) ﺸﻜل ﺭﻗﻡ ( 6 ) ﺸﻜل ﺭﻗﻡ ( 7 ) ﺸﻜل ﺭﻗﻡ ( 8 )
ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺨﻼﻴﺎ ﻭ ﺃﺠﺯﺍﺌﻬﺎ :-
ﻤﻥ ﺨﻼل ﻋﺭﻀﻨﺎ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻴﻜﺭﻭﺴﻜﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺘﻁﻭﺭﻫﺎ ﺃﺩﺭﻜﻨـﺎ ﺃﻥ
ﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ ﻭ ﺃﺠﺯﺍﺌﻬﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﺭﺘﺒﻁﺎ ﺒﺎﻟﺘﻘﺩﻡ ﻭﺍﻟﺘﺤﺴﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘـﻲ ﻁـﺭﺃﺕ ﻋﻠـﻰ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﻤﻴﻜﺭﻭﺴﻜﻭﺒﺎﺕ ، ﻭﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻤﺎ ﺸﻬﺩﻩ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﺘﻘﺩﻡ ﻜﺒﻴﺭ ﻓـﻲ ﻋﻤﻠﻴـﺔ
ﺼﺒﻎ ﺍﻟﺨﻼﻴﺎ ، ﻭ ﻋﻤل ﻤﻘﺎﻁﻊ ﺭﻗﻴﻘﺔ ﺠﺩﺍ ﻓﻲ ﺃﻨﺴﺠﺔ ﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ ، ﻓﻔﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺼـﺒﻎ ﺘﺘﻠـﻭﻥ
ﺒﻌﺽ ﺃﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ ﺒﺸﻜل ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﺍﻷﺠﺯﺍﺀ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻤﻤﺎ ﻴﺴﻬل ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒـﻴﻥ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻷﺠﺯﺍﺀ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻋﻥ ﺒﻌﺽ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﺘﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻴﺘﻭﻜﻨﺩﺭﻴﺎ ﺒﺸﻜل ﺨﺎﺹ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ
ﺫﻟﻙ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺼﺒﻎ ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ ﺒﺼﺒﻐﺔ ﺍﻟﻬﻴﻤﺎﺘﻭﻜﺴﻠﻴﻥ Hematoxylin ﻓﻲ ﺤﺎل ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ ﻤﻴﺘـﺔ ،
ﻭ ﻓﻲ ﺤﺎل ﻜﻭﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ ﺤﻴﺔ ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﺴﺘﻌﻤل ﺼﺒﻐﺔ ﺠﺎﻨﻭﺱ ﺍﻟﺨﻀﺭﺍﺀ Janus Green .
ﻭ ﻟﻘﺩ ﺘﻡ ﺍﻟﺘﻌﺭﻑ ﺍﻵﻥ ﻋﻠﻰ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﺒﻐﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻹﻅﻬﺎﺭ ﺃﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ ﻭ ﺘﻤﻴﻴﺯﻫﺎ .
ﻭﻋﻨﺩ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺨﻼﻴﺎ ﺍﻟﻤﻴﺘﺔ ﻴﺠﺏ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﺭﻜﻴﺒﻬﺎ ﻭ ﻤﻨﻌﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺤﻠـل ﻷﻥ ﺍﻟﺒﺭﻭﺘـﻭﺒﻼﺯﻡ
ﻴﺘﺤﻠل ﻋﺎﺩﺓ ﻭ ﻴﺫﻭﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ﺒﻌﺩ ﻤﻭﺕ ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ ، ﻭ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺘﺭﻜﻴـﺏ
ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺜﺒﻴﺕ Fixation ﺤﻴﺙ ﺘﻘﺘل ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ ﺒﺴﺭﻋﺔ ﻭ ﺘﺘﺠﻤﺩ ﻤﺤﺘﻭﻴﺎﺘﻬﺎ ﺒﺴـﺭﻋﺔ
ﺃﻴﻀﺎ ، ﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻟﺘﻘل ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ ﻭ ﺘﺜﺒﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﺭﺍﺭﺓ ﻭ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﻜﻴﻤﺎﺌﻴﺔ ﻤﺜـل
ﺍﻟﻔﻭﺭﻤﺎﻟﺩﻴﻬﺎﻴﺩ ﺃﻭ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺘﺠﻤﻴﺩﻫﺎ ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل ﺜﺎﻨﻲ ﺃﻜﺴﻴﺩ ﺍﻟﻜﺭﺒﻭﻥ ﺍﻟﺼﻠﺏ . ﻭ ﺒﻌﺩ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺘل ﻭﺍﻟﺘﺜﺒﻴﺕ ﻟﻠﺨﻠﻴﺔ ﺘﺼﺒﻎ ﺒﺈﺤﺩﻯ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺼﺒﻐﺎﺕ ، ﺜﻡ ﺘﺤﻔﻅ ﻓﻲ ﺴﺎﺌل ﺸﻔﺎﻑ ﻴﺘﺠﻤﺩ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﻭ ﺘﻭﻀﻊ
ﻋﻠﻰ ﺸﺭﻴﺤﺔ ﺯﺠﺎﺠﻴﺔ ، ﻭ ﺒﻬﺫﺍ ﺘﺼﺒﺢ ﺠﺎﻫﺯﺓ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺔ .
ﻭﻓﻲ ﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﻓﺤﺼﻪ ﺴﻤﻴﻜﺎ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻭﻀﻊ ﺩﺍﺨل ﺸﻤﻊ ﻭ ﻴﺘﺭﻙ ﺤﺘﻰ ﻴﺘﺠﻤﺩ ، ﻭ ﺒﻌﺩ ﺫﻟـﻙ
ﻴﺘﻡ ﺘﻘﻁﻴﻌﻪ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻤﻴﻜﺭﻭﺘﻭﻡ ﺍﻟﻤﻭﻀﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜل ﺭﻗﻡ ( 9 ) ﺇﻟﻰ ﺸﺭﺍﺌﺢ ﺭﻗﻴﻘﺔ ﻴﺘـﺭﺍﻭﺡ
ﺴﻤﻜﻬﺎ ﺒﻴﻥ 30 – 3 ﻤﻴﻜﺭﻭﻥ ، ﻭ ﻴﻤﻜﻥ ﺼﺒﻎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻁﻊ ﺒﻌﺩ ﻭﻀﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺭﻴﺤﺔ ﻭ ﺘﻐﻁﻴﺘﻬﺎ
ﺒﺴﺎﺌل ﺸﻔﺎﻑ ﻜﺴﺎﺌل ﺍﻟﺒﻠﺴﻡ ﻭ ﻴﻭﻀﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻏﻁﺎﺀ ﺯﺠﺎﺠﻲ ﺤﻴﺙ ﺘﺤﻔﻅ ﺒﺸﻜل ﺩﺍﺌﻡ .
ﻜﻤﺎ ﺘﻭﺠﺩ ﻁﺭﻕ ﻤﺘﻘﺩﻤﺔ ﺘﺴﺘﺨﺩﻡ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺨﻼﻴﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺤﻴﺔ ، ﻭ ﻤﻥ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻁـﺭﻕ ﻤﺸـﺎﻫﺩﺓ
ﺍﻟﺨﻼﻴﺎ ﺘﺤﺕ ﻤﺠﻬﺭ ﺍﻷﻁﻭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﻴﻨﺔ ﺴﺎﺒﻕ ﺍﻟﺫﻜﺭ ، ﺤﻴﺙ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺃﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ ﺘﺘﺒﺎﻴﻥ ﻓﻲ ﻗﺎﺒﻠﻴﺘﻬﺎ
ﻟﻌﻜﺱ ﺍﻟﻀﻭﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﻘﻁ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﻭ ﻟﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻭﺠﺎﺕ ﺍﻟﻀﻭﺌﻴﺔ ﺘﻤﺭ ﺨﻼل ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺠﺯﺍﺀ ﺒﺴﻬﻭﻟﺔ
ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺃﺠﺯﺍﺀ ﺃﺨﺭﻯ .
ﺸﻜل ﺭﻗﻡ ( 9 )ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ :-
ﻤﻨﺫ ﻋﻬﺩ ﺭﻭﺒﺭﺕ ﻫﻭﻙ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻴﻔﺤﺼﻭﻥ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﻤﺠﺎﻫﺭﻫﻡ ﻨﺒﺎﺘﺎﺕ ﻭ ﺤﻴﻭﺍﻨﺎﺕ ﻋﺩﻴﺩﺓ ، ﻭ ﻤـﻊ
ﻤﺭﻭﺭ ﺍﻟﺯﻤﻥ ﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﻨﺒﺎﺘﺎﺕ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﻓﺤﺼﺕ ﺒﺎﻟﻤﺠﻬﺭ ﻭ ﻫﻲ ﻤﺭﻜﺒﺔ ﻤﻥ ﺨﻼﻴﺎ ، ﻭ ﻟﻜﻥ ﻤـﺎﺫﺍ ﻋـﻥ
ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﺎﺕ ؟ ﻫل ﻫﻲ ﻜﺫﻟﻙ ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺒﺎﺘﺎﺕ ﻓﻌﻨﺩ ﻓﺤﺹ ﺨﻼﻴﺎ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨـﺎﺕ ﻟـﻡ ﺘﻅﻬـﺭ ﺍﻟﺠـﺩﺭﺍﻥ
ﺍﻟﺴﻤﻴﻜﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁﺔ ﺒﺎﻟﺨﻼﻴﺎ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺒﺎﺘﺎﺕ ، ﻭ ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻌﺏ ﺍﻟﺘﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﻨﺘﻴﺠﺔ
ﻤﺎ ، ﺤﺘﻰ ﺠﺎﺀ ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻥ ﺍﻷﻤﺎﻨﻲ ﺸﻔﺎﻥ ﻋﺎﻡ 1839 ﻡ ﻓﻬﺫﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻟﻡ ﻴﻜﺘﻔﻲ ﺒﻤﺸﺎﻫﺩﺓ ﺍﻟﺨﻼﻴـﺎ
ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﻴﺔ ، ﻟﻜﻨﻪ ﺤﺎﻭل ﺘﻭﻀﻴﺢ ﻤﺎ ﺸﺎﻫﺩﻩ ، ﻓﻠﻘﺩ ﻏﻴﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ ، ﻓﺒﻴﻨﻤـﺎ ﻜﺎﻨـﺕ
ﺘﺭﻜﺯ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻭﺩ ﺠﺩﺭﺍﻥ ﺴﻤﻴﻜﺔ ﻤﺤﻴﻁﺔ ﺒﺎﻟﺨﻼﻴﺎ ، ﺭﻜﺯ ﺸﻔﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺒـﺩﺍﺨل
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﺩﺭﺍﻥ ﺍﻟﺴﻤﻴﻜﺔ ، ﻭ ﻟﻴﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺩﺍﺭ .
ﻭ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻓﺤﺹ ﺸﻔﺎﻥ ﺒﻤﺠﻬﺭﻩ ﺃﺠﺯﺍﺀ ﺼﻐﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﺎﺕ ، ﺸﺎﻫﺩ ﺍﻷﻨﻭﻴﺔ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﺨﻼﻴﺎ ﻋﻠﻤـﺎ
ﺒﺄﻥ ﺃﻭل ﻤﻥ ﺸﺎﻫﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻨﻭﻴﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻜﺘﻠﻨﺩﻱ ﺭﻭﺒﺭﺕ ﺒﺭﺍﻭﻥ ، ﻭ ﻻﺤﻅ ﺸﻔﺎﻥ ﺃﻥ ﻜل ﻨـﻭﺍﺓ
ﻤﺤﺎﻁﺔ ﺒﻤﺎﺩﺓ ﺴﺎﺌﻠﺔ ﺴﻤﻴﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺒﺎﻟﺴﺘﻭﺒﻼﺯﻡ ، ﻤﻊ ﻏﺸﺎﺀ ﺭﻗﻴﻕ ﺨﺎﺭﺠﻲ ﺤﻭل ﺍﻟﺴـﻴﺘﻭﺒﻼﺯﻡ .
ﻭ ﻟﻘﺩ ﺒﻴﻥ ﺸﻔﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻭﺍﺓ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺒﺎﺘﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﺎﺕ ، ﻭ ﺒﺫﻟﻙ ﺃﻭﻀـﺢ ﺸـﻔﺎﻥ ﺃﻥ
ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﺍﻟﻤﺠﻬﺭﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺒﺎﺘﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﺎﺕ ﻤﺘﺸﺎﺒﻬﺔ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﻜﺒﻴﺭ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻻﺨﺘﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﻬﺭﻴـﺔ
ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺠﺩﺍ .
ﻭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺘﻭﺼل ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻷﻟﻤﺎﻨﻲ ﺸﻴﻠﺩﻥ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺘﻘﺭﻴﺒﺎ .
ﻭ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﺒﺭﺯ ﺴﺅﺍل ﺠﺩﻴﺩ ﻭ ﻫﻭ ﻤﻥ ﺃﻴﻥ ﺘﺄﺘﻲ ﺍﻟﺨﻼﻴﺎ ؟ ﻓﻲ ﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﻤﺭ ﻟﻡ ﻴـﺘﻤﻜﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤـﺎﺀ ﻤـﻥ
ﺍﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺅﺍل ﻭ ﻫﻡ ﻴﺸﺎﻫﺩﻭﻥ ﺍﻟﺨﻼﻴﺎ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺭ ﺍﻟﺒﺴﻴﻁﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺩﻴﻬﻡ ، ﺤﺘـﻰ ﺠـﺎﺀ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻓﻴﺭﺸﻭ ﻭ ﻫﻭ ﻋﺎﻟﻡ ﺃﻤﺭﺍﺽ ﺃﻟﻤﺎﻨﻲ ، ﻭ ﻗﺎل ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻼﻴﺎ ﺘﺄﺘﻲ ﻤﻥ ﺨﻼﻴﺎ ﺴﺎﺒﻘﺔ ﻟﻬـﺎ ، ﻭ ﻤـﻥ
ﻫﻨﺎ ﻭﻀﻌﺕ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ Cell Theory ﺒﻔﻀل ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ، ﻭ ﺘﺘﻠﺨﺹ ﻓﺭﻭﺽ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ ﻫﻲ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﻭ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﻭ ﺍﻻﻨﻘﺴﺎﻡ ﺍﻟﻭﺭﺍﺜﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺎﺌﻥ ﺍﻟﺤﻲ .